فصل: فصل في الوقف والابتداء في آيات السورة الكريمة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.فصل في الوقف والابتداء في آيات السورة الكريمة:

.قال زكريا الأنصاري:

سورة والعصر:
مكية أو مدنية.
ولا وقف فيها دون آخرها للاستثناء. اهـ.

.قال أحمد عبد الكريم الأشموني:

سورة والعصر:
مكية أو مدنية.
{لفي خسر} جائز عند بعضهم على أن المراد بـ: {الإنسان} الجنس ومثله في الجواز {الصالحات} وقيل لا يجوز لأنَّ التواصي بالحق والصبر قد دخل تحت الأعمال الصالحة فلا وقف فيها دون آخرها. اهـ.

.فصل في ذكر قراءات السورة كاملة:

.قال الدمياطي:

سورة العصر:
مكية.
وآيها ثلاثة.
خلافها ثنتان:
{والعصر} تركها مدني أخير وعد {بالحق}.
مشبه الفاصلة:
{الصالحات} نقل ورش من طريقيه حركة همزة {الإنسان} الآية 2 كحمزة وقفا وسكت على اللام حمزة وابن ذكوان وحفص وإدريس بخلفهم وكذا خسر إلا. اهـ.

.قال عبد الفتاح القاضي:

سورة والعصر:
{الإنسان} آمنوا، لا يخفى ما في الأول لحمزة وورش وما في الثاني لورش من ثلاثة البدل. اهـ.

.فصل في فوائد لغوية وإعرابية وبلاغية في جميع آيات السورة:

.قال في الجدول في إعراب القرآن الكريم:

سورة العصر:
بسم الله الرحمن الرحيم

.[سورة العصر: الآيات 1- 3]

{وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإنسان لَفِي خُسْرٍ (2) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ (3)}

.الإعراب:

{والعصر} متعلق بفعل محذوف تقديره أقسم (اللام) لام القسم عوض من المزحلقة {إلّا} للاستثناء {الذين} موصول في محلّ نصب على الاستثناء {بالحقّ} متعلق بـ: {تواصوا}، {بالصبر} متعلق بـ: {تواصوا} الثاني جملة: {(أقسم) بالعصر...} لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: {إنّ الإنسان لفي خسر...} لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة: {آمنوا...} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: {عملوا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: {تواصوا (الأولى)} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: {تواصوا (الثانية)} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

.الصرف:

{العصر}، اسم بمعنى الدهر أو بمعنى الوقت الذي بعد الزوال إلى الغروب، أو بمعنى صلاة العصر، وزنه فعل بفتح فسكون.

.الفوائد:

(ال) (الجنسية) و(ال) (العهدية):
(ال) (الجنسية): إما لاستغراق الأفراد، كقوله تعالى: {إن الإنسان لفي خسر} أي جميع جنس الإنسان.
أو لاستغراق خصائص الأفراد، مثل: (زيد الرجل كرما) أي الكامل في صفة الكرم.
و(ال) العهدية: إما أن يكون معهودها مصحوبا ذكريا، كقوله تعالى: {كما أرسلنا إلى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول}، أو معهودا ذهنيا: كقوله تعالى: {إذ هما في الغار}. اهـ.

.قال محيي الدين الدرويش:

(103) سورة العصر مكيّة وآياتها ثلاث.
بسم الله الرحمن الرحيم

.[سورة العصر: الآيات 1- 3]

{وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإنسان لَفِي خُسْرٍ (2) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ (3)}

.اللغة:

{الْعَصْرِ} قال في القاموس العصر مثلثة وبضمتين الدهر والجمع أعصار وعصور وأعصر وعصر والعصر اليوم والليلة والعشي إلى احمرار الشمس ويحرّك والغداة والحبس والرهط والعشيرة والمطر من المعصرات والمنع والعطية، عصره يعصره وبالتحريك الملجأ والمنجاة كالعصر بالضم. إلى آخر هذه المادة الطويلة.
فإن قلت: ما المراد به هنا؟
قال ابن عباس: هو الدهر، أقسم به تعالى لما في مروره من أصناف العجائب وقال قتادة العصر العشي أقسم به كما أقسم بالضحى لما فيهما من دلائل القدرة وقيل العصر اليوم والليلة ومنه قول حميد بن ثور:
ولن يلبث العصران يوم وليلة ** إذا طلبا أن يدركا ما تيمما

وقال مقاتل العصر الصلاة الوسطى أقسم بها وبهذا القول بدأ الزمخشري قال لفضلها. قال ابن خالويه: وقرأ سلام أبو المنذر والعصر بكسر الصاد والراء وهذا إنما يكون في نقل الحركة عند الوقف كقولك مررت ببكر تعلو كسرة الراء إلى الكاف عند الوقف وكذلك يفعلون في المرفوع ولا ينقلون في المنصوب إلا في ضرورة شاعر.
قال سيبويه: الوقف على الاسم بستة أشياء: بالإشمام والإشباع، وروم الحركة، ونقل الحركة، والتشديد، والإسكان. ونقول الإشمام ضم الشفتين بعد الإسكان في المرفوع والمضموم للإشارة إلى الحركة من صوت والغرض به الفرق الساكن والمسكن في الوقف، والروم هو أن تأتي بالحركة مع إضعاف صوتها والغرض به هو الغرض بالإشمام إلا أنه أتم في البيان من الإشمام فإنه يدركه الأعمى والبصير والإشمام لا يدركه إلا البصير.
{الإنسان} لفظ يقع للذكر والأنثى من بني آدم وربما أنّثت العرب فقالوا إنسان وإنسانة قال:
إنسانة تسقيك من إنسانها ** خمرا حلالا مقلتاها عنبه

وال فيه لاستغراق الجنس فيشمل المؤمن والكافر بدليل الاستثناء.
{خُسْرٍ} غبن، والخسر والخسران سواء قال في المصباح: خسر في تجارته خسارة بالفتح وخسرا وخسرانا ويتعدى بالهمزة فيقال أخسرته فيها وخسر خسرا وخسرانا أيضا: هلك.

.الإعراب:

{وَالْعَصْرِ إِنَّ الإنسان لَفِي خُسْرٍ} الواو حرف قسم وجر والعصر مجرور بواو القسم والجار والمجرور متعلقان بفعل القسم المحذوف وجملة إن الإنسان إلخ جواب القسم لا محل لها وإن واسمها واللام المزحلقة وفي خسر خبر إن {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ} إلا أداة استثناء والذين مستثنى من الإنسان لأنه اسم جنس كما تقدم وجملة آمنوا صلة لا محل لها وعملوا الصالحات عطف على آمنوا وتواصوا بالحق عطف أيضا أي أوصى بعضهم بعضا وهو فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين والواو فاعل، وتواصوا بالصبر عطف أيضا. اهـ.

.قال أبو البقاء العكبري:

سورة العصر:
بسم الله الرحمن الرحيم
الجمهور على إسكان باء (الصبر) وكسرها قوم، وهو على لغة من ينقل الضمة والكسرة في الوقف إلى الساكن قبلها حرصا على بيان الإعراب. اهـ.

.قال حميدان دعاس:

سورة العصر:
بسم الله الرحمن الرحيم

.[سورة العصر: الآيات 1- 2]

{وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإنسان لَفِي خُسْرٍ (2)}
{وَالْعَصْرِ} جار ومجرور متعلقان بفعل قسم محذوف {إِنَّ الإنسان} إن واسمها {لَفِي} اللام المزحلقة {في خُسْر} جار ومجرور خبر إن والجملة الاسمية جواب القسم لا محل لها.

.[سورة العصر: آية 3]

{إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ (3)}
{إِلَّا} حرف استثناء {الَّذِينَ} في محل نصب على الاستثناء من {الإنسان} {آمَنُوا} ماض وفاعله والجملة صلة {وَعَمِلُوا} معطوف على {آمنوا} {الصَّالِحاتِ} مفعول به {وَتَواصَوْا} معطوف على {آمنوا} {بِالْحَقِّ} متعلقان بالفعل {وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ} معطوفة على ما قبلها. اهـ.

.فصل في تخريج الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

قال الزيلعي:
سورة العصر فِيهَا حديثان:
1532- الحَدِيث الأول:
قال صلى الله عليه وسلم: «من فَاتتهُ صَلَاة الْعَصْر كَأَنَّمَا وتر أَهله وَمَاله».
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي الصَّلَاة من حَدِيث نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال: «الَّذِي تفوته صَلَاة الْعَصْر كَأَنَّمَا وتر أَهله وَمَاله» انتهى.
1533- الحَدِيث الثاني:
عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ سُورَة الْعَصْر غفر الله لَهُ وَكَانَ مِمَّن تَوَاصَى بِالْحَقِّ وَتَوَاصَى بِالصبرِ».
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ بِغَيْر هَذَا اللَّفْظ من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون ابْن كثير بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم مَرْفُوعا «من قرأ سُورَة وَالْعصر ختم الله لَهُ بِالصبرِ وَكَانَ مَعَ أَصْحَاب الْحق يَوْم الْقِيَامَة» انتهى.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان.
وبلفظ الثَّعْلَبِيّ أَيْضا رَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم. اهـ.

.من مجازات القرآن في السورة الكريمة:

قال ابن المثنى:
سورة والعصر (103):
بسم الله الرحمن الرحيم
{لَفِي خُسْرٍ} (2) أي مهلكة ونقصان وقوله: {إِنَّ الإنسان لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ} (2- 3) مجاز {إِنَّ الإنسان} في موضع {إن الأناسى} لأنه يستثنى الجميع من الواحد وإنما يستثنى الواحد من الجميع، ولا يقال: إن زيدا قادم إلى قومه وفى آية أخرى {إِنَّ الإنسان خلق هَلُوعًا إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا وإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا إِلَّا الْمُصَلِّينَ} (70/ 19- 22) وإنما جاز هذا فيما أظهر لفظ الواحد منه لأن معناه على الجميع فمجازه مجاز أحد، يقع معناه على الجميع وعلى الواحد في القرآن {فَما مِنْكُمْ مِنْ أحد عَنْهُ حاجِزِينَ} (69/ 47) وقال نابغة بنى دبيان:
وقفت فيها أصيلالا أسائلها ** عيّت جوابا وما بالربع من أحد

[380] إلا الأوارىّ لأيا ما أبيّنها. اهـ.

.فصل في التفسير الموضوعي للسورة كاملة:

قال محمد الغزالي:
سورة العصر:
{والعصر إن الإنسان لفي خسر}. يقال عاصر فلان فلانا إذا عاش في زمانه. وللأزمنة معالم متميزة تعرف بها وتضاف إليها، فيقال مثلا عصر الصحابة، أو عصر الذرة، أو عصر الفضاء. والذين يظلهم عصر واحد قد يتشابهون في معايشهم وتقاليدهم، ولكنهم يختلفون في مصايرهم وأجزيتهم حسب سريتهم ومناهجهم. ورب رجلين عاشا في معهد واحد، ذهب أحدهما إلى النعيم والآخر إلى الجحيم لاختلافهما أخلاقا وإيمانا! والسير مع الغرائز والأهواء ينتهى إلى الخسران، وقد تكون الكثرة جامحة والقلة واعية، فما تغنى الكثرة عن مبطل وما يضير أهل الحق أن عددهم قليل. وهذه السورة على وجازتها لخصت عواقب النشاط الإنسانى كله، على امتداد الزمان والمكان. فالمقطوعون عن الله حطب جهنم، والمتمسكون بالإيمان والصلاح والحق والصبر هم الذين كسبوا معركة الحياة. وهذه العناصر الأربعة عزيزة نادرة، وتمر بالبشر عصور تكون فيها هذه العناصر سبة ومصدر تعاسة، ولكن الله حصر البشرى في أصحابها {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}. وقد اتخذ الصحابة سورة العصر شعارا لهم في ملتقياتهم. جاء في الحديث: «كان الرجلان من أصحاب رسول الله إذا التقيا لم يفترقا إلا أن يقرأ أحدهما على الآخر سورة العصر إلى آخرها ثم يسلم أحدهما على الآخر».
وعن الشافعى: لو لم ينزل على الناس إلا هذه السورة لكفتهم!! إن الحق مر والصبر عليه باب للاضطهاد، والتشبث بالإيمان عند البعض رجعية محفورة؟ ولابد من عزيمة وجلد.. حتى يكسب المؤمنون المعركة. اهـ.